العرب و المسلمون.....أوباما......وحلم الضبعة

يحكون في أساطير الأولين يا سادة ياكرام ... ولا يحلو الكلام إلا بذكر سيد الأنام ... أن الضبعة تضحك أثناء نومها بشكل متقطع وهستيري ....!
ويقال أن سبب ضحكها ... حلم يراودها ... ويداعب أوتار خيالاتها كلما نامت ....!
فهي ترى فيما يراه النائم الحالم ... أنها تحصل على أفضل وأسمن فريسة في الغابة .... بمفردها .... وتتمتع بإلتهامها هنيئا مريئا ....!
ومن حولها يقبع الأسد الهزيل الخائف ... والنمر المنكمش المرتعب ... والفهد المختبئ خلف الأحراش .... خوفا من بطشها .... !!
وأنهم ينتظرون حتى تنتهي بلطفها من وجبتها الدسمة .... ليأتون سراعا ... ويمصمصون ما تركته من بقايا عظام الفريسة .... وهي تضحك عليهم ومنهم .... لهوانهم وضعفهم ... وتردي حالتهم المزرية ...!

والعرب والمسلمون لا يختلفون في هذه الأيام عن حال الضبعة ... الضاحكة ... أثناء منامها ...!
إنهم ينظرون لما يحدث في إنتخابات الولايات المتحدة الأمريكية ... ويتمنون أن يفوز أوباما ... ويضحكون في منامهم ...!

هم يعتقدون ... كما إعتقدت قبلهم الضبعة ... أن الفريسة الدسمة الشهية ستكون لهم بالكامل ... !!
وأن أوباما هو هدفهم المنشود للحصول عليها ...!
هم يعتقدون أن أوباما سيكون معهم ضد مصالح بلاده ....!
لأنه أسود ... ولأنه من أصول إسلامية ...!
هم يزعمون ويتمنون أن تتحقق على يديه أحلامهم الضبعاوية ....!
وكأنهم لا يعرفون السياسة الأمريكية الشعبية التي لا تعترف بالرئيس الأوحد ...
السياسة في بلدهم ديمقراطية ... وفيها يحكم الشعب والأغلبية ... وليس كما يحدث في دولنا المتخلفة ...
السياسة الأمريكية لا يكون الرئيس فيها سوى منفذا لرغبات أعضاء الكونجرس ... وليس على هواه في أي تصرف سياسي ... أو إستراتيجي أو إقتصادي ...!
السياسة الأمريكية صلبة ومتماسكة وواضحة وتصب في صالح البلد إقتصاديا وسياسيا .... وتوسعيا ... وسيطرتيا ... ولا يمكن لرئيس منتخب أن يبدل مخططاتها القديمة المتجددة ... !
هو فقط رمز للدولة ... ومحصلة ... ومنفذ للقوانين التي تسن من العقول الأساسية .... ولا يمكن أن يقوم مهاما كانت شخصيته بتغيير شامل إذا لم تكن هنالك مخططات ... واضحة .... لسياسته التي تنبع من الشعب ... ومن ممثليهم ...

لذا ...

فلا نريد أن يكثر الكلام عن الأمجاد التي تنتظرنا .... والفريسة الدسمة التي ستكون بين أيدينا نحن العرب والمسلمين .... إذا فاز الأسود أوباما ...!

ولنصحوا عن حلم يضحك ... ولا يتحقق ... فقد عشنا على بقايا الجيف .... ولا نصيب لنا في فريسة كاملة نضحك ونحن نلتهمها .....!

د. شاهر النهاري